برعاية وزير الموارد المائية، أكساد تقيم دورة تدريبية للمحاسبة المائية.
أقام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة دورة تدريبية حول المحاسبة المائية في ريف دمشق ،وذلك برعاية السيد وزير الموارد المائية الدكتور المهندس تمام رعد وحضور حشد كبير من الخبراء والمعنين بموضوع الدورة.
وقد تحدث السيد الوزير بكلمة قال فيها: تعتبر الجمهورية العربية السورية بلداً جافاً وشبه جاف يتصف بندرة موارده المائية عموماً، وبعدم تجانس توزعها السكاني، وبالتالي بعدم انسجامها مع التوزع الإقليمي للسكان، مما يعرّض الموارد المائية لضغوطات كبيرة كمية ونوعية، وقد زاد في حدة هذه الضغوطات تزايد معدلات النمو السكاني، والتطور الاقتصادي والاجتماعي، وما رافقه من أنشطة بشرية أدت إلى الكثير من التغيّرات في استعمالات الأراضي، والتغيرات المناخية والجفاف وما نجم عنها من ظواهر سلبية تهدد مستقبل الأمن المائي والغذائي، الأمر الذي نجم عنه زيادة الطلب على الماء بحدود فاقت في بعض الأماكن حجم الموارد المتاحة مما أدى إلى ظهور نقص في إمدادات المياه.
وتعد قضية ندرة المياه وكيفية التصدي لها وطرق ادارتها من أهم القضايا التي تواجه الدول التي تعاني من شح المصادر المائية حاليا، لما لها من تداعيات اقتصادية واجتماعية وبيئية ووجودية أيضا فهي تمثل صراع للبقاء والاستمرارية.
وعلى الرغم من مدي خطورة هذه القضية، نجد غياب جوهري للعديد من البيانات بصورة دقيقة وتفصيلية، وكذلك غياب معايير موحدة وواضحة لكيفية القياس والإفصاح المحاسبي عنها. هذا بالإضافة الي عدم القدرة على تشبيك المعلومات الهيدرولوجية الكمية للمياه ونوعيتها، التي تعتمد عليها معظم احصاءات المياه، مع المعلومات الاقتصادية والمالية ومع غياب ملحوظ للجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمياه.
وباعتبار أن الزراعة هي المستهلك الأكبر للمياه، هنا تظهر أهمية المحاسبة المائية في تحسين إدارة الموارد المائية، وذلك من خلال معرفة الاحتياجات المائية للنبات وتحديد كمية البخر" نتح النباتات" بالزراعة المروية عن طريق استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعي، وتحسين كفاءة استخدام المياه.
وقد كان للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة العديد من الدراسات لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع المياه، سواءً في إدارة الموارد المائية أو حساب الاحتياجات المائية أو التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعي ، من خلال المهام المناطة بالمركز في مواجهة التحديات الذي تفرضها البيئات الجافة وشبه الجافة ذات الأنظمة الزراعية الهشة، من خلال توفير المعطيات العلمية والتطبيقية والتقنيات المتقدمة إنتاجاً واقتباساً وتطويراً، بما يمّكن من التنفيذ الواسع لمهام التنمية الزراعية والاجتماعية والاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية المتحددة في المناطق الجافة. ويضطلع المركز بمسؤولية كبيرة للقيام بالبحوث المتعلقة بالزراعة وإدارة الأراضي وقد أولى اهتماماَ لدراسة الموارد الطبيعية وخاصة المائية، وتحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية وترشيد استعمالها، والإدارة السليمة لاستعمالات المياه المالحة والعادمة والمعالجة في الزراعة، وإنشاء قواعد معلومات لموارد المياه والأراضي، ورفع كفاءة الكوادر الفنية في مختلف مجالات عمل المركز العربي من خلال التدريب والتأهيل وبناء القدرات.
وقد كان للمركز دور مهم في تحقيق الأمن المائي العربي من خلال المستوى الذي حققه في الأداء العلمي والتطبيقي، كما كان للمركز دور مهم في إنجاز العديد من الدراسات للمياه السطحية والجوفية في الأحواض المائية في الجمهورية العربية السورية، من خلال إنشاء قواعد البيانات والنماذج الرياضية للمياه الجوفية في الأحواض المائية، وتدريب الكوادر الفنية على إعداد قواعد البيانات واستثمار النماذج الرياضية.
وتأتي أهمية هذه الدورة اليوم من خلال تدريب مجموعة من المهندسين على نظام ومفهوم المحاسبة المائية بهدف تأهيلهم ليكونوا مدربين لباقي المهندسين في مختلف القطاعات المعنية بإدارة الموارد المائية.
وإننا نؤكد اليوم على تعزيز التعاون الدائم والمستمر بين وزارة الموارد المائية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، وتعتبر ورشة العمل الحالية المحاسبة المائية استمراراً لهذا التعاون من خلال تدريب وتأهيل وبناء القدرات العاملين في وزارة الموارد المائية والزراعة، ودعم الوزارة في مواجهة التحديات التي تواجه القطاع المائي.